[الإسم] الحادي والتسعون وثمانمائة : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)(١).
١٢٨٤ / ٣ ـ الشيخ في (مجالسه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري ، قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن الحسن عليهمالسلام ـ في خطبة خطبها بعد صلح معاوية بمحضره ـ قال عليهالسلام فيها : «فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل ، وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً).
فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا ، وأولهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٢) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له بسبقه إيّاهم إلى الإيمان بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أنّه لم يسبقه إلى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ)(٣) فهو سابق جميع السابقين ، فكما أن الله عزوجل فضّل السابقين على المتخلّفين والمتأخرين [فكذلك] فضّل سابق السابقين على السابقين» (٤).
والخطبة طويلة ، مذكورة في كتاب البرهان في قوله تعالى : (إِنَّما
__________________
(١) الحديد ٥٧ : ١٠.
(٢) الحشر ٥٩ : ١٠.
(٣) التوبة ٩ : ١٠٠.
(٤) أمالي الطوسي : ٥٦١ / ١.