وفرع يصير الجيد ، وحف كأنّه |
|
على اللّيت قنوان الكروم الدوالح (١). |
قال : ويفسّر معناه : قطّعهنّ ، ويقال : وجّههنّ. قال : ولم نجد قطّعهنّ معروفة من هذين الوجهين (٢).
قال : ولكنّي أرى ـ والله أعلم ـ أنّها إن كانت من ذلك (٣) أنّها من صريت تصري [معتل اللام من صرى يصري مثل رمى يرمي] قدّمت ياءها [أي حصل فيها القلب الصّرفي] كما قالوا : عثت وعثيت (٤).
قال الشاعر :
صرت نظرة لو صادفت جوز دارع |
|
غدا والعواصي من دم الجوف تنعر (٥) |
والعرب تقول : بات يصري في حوضه ، إذا استقى ثمّ قطع واستقى.
قال الفرّاء : فلعلّه من ذلك (٦). وقال الشاعر :
يقولون إنّ الشّأم يقتل أهله |
|
فمن لي إن لم آته بخلود؟ |
تعرّب آبائي فهلّا صراهم |
|
من الموت أن لم يذهبوا وجدودي! (٧) |
وقال أبو إسحاق الزجّاج (ت : ٣١١) : قال أهل اللغة : معنى «صرهنّ» أملهنّ واجمعهنّ إليك.
قال ذلك أكثرهم. وقال بعضهم : صرهنّ : اقطعهنّ.
__________________
(١) يريد بالفرع : الشعر التامّ. والوحف ـ مجرورا وصف فرع ـ : الأسود. واللّيت : صفحة العنق. ويريد بقنوان الكروم : عناقيد العنب. وأصل ذلك كباسة النخل. والدوالح : المثقلات بحملها.
(٢) أي سواء قرء بالضمّ من صار يصور ، أو بالكسر من صار يصير.
(٣) أي بمعنى قطّعهنّ ، كما فسّره المشهور.
(٤) يريد أنّه يقال : عثى أي أفسد. وذلك لغة أهل الحجاز. وعاث بمعناها ، وهي لغة تميم. وكأنّه يرى الأولى أصل الثانية كصرى وصار!
(٥) صرت نظرة أي قطعت نظرة أي فعلت ذلك. والجوز : وسط الشيء. والدارع : لا بس الدرع. والعواصي جمع العاصي وهو العرق. يقال : نعر العرق : فار منه الدم.
(٦) أي لعلّ من فسّر «صرهنّ» إلى «قطّعهنّ» أراد حصول قلب في الكلمة ، من «صرى يصري» معتلّ اللام ، إلى «صار يصير» معتلّ العين!
(٧) معاني القرآن ١ : ١٧٤.