ومنها : آية المودّة
: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
، حيث فرض المودة لهم جزاء إتعابه في رسالته ، ولكن ماذا فعلوا بأهل بيته من بعده ؟ وآية الإطعام : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا )
، وآية الكوثر : ( إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ، حيث نزلت في فاطمة عليهماالسلام وأنّها الكوثر ، أي الخير الكثير ، حيث إنّ سلالتها تملأ الدنيا. وخطبها أشراف العرب ،
ولكن الرسول صلىاللهعليهوآله زوّجها بالإمام علي عليهالسلام ، فعن أنس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله غشيه الوحي ، فلمّا أفاق : « قال جاءني
جبرئيل من عند صاحب العرش وأمرني أن اُزوّج فاطمة من علي » (١) ، وكان مهرها خمسمأة درهم ، وهو مهر
السنّة وهي تبلغ ثلاثمأة وخمسين مثقالاً من الفضّة. وقال في الاستيعاب : أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لها : « زوجتك سيّداً في الدنيا
والآخرة ، وأنّه لأوّل أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً » (٢). وأما جهازها عند
زفافها فكان متواضعاً جدّاً كما نقله التاريخ. ومن أخلاقها : الزهد
والعبادة ، قال الحسن البصري : « ما كان في هذه الاُمّة أعبد من فاطمة » (٣) ، وكانت تعمل في البيت حيث كان علي عليهالسلام يستقي ويحتطب ، وكانت فاطمة تطحن وتعجن وتخبز وترقع ، وكانت من أحسن الناس وجهاً. وعن علي عليهالسلام حول فاطمة عليهاالسلام : « إنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في
صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها ، وأوقدت النار تحت __________________ (١)
ينابيع المودة : ١٧٥. (٢) الاستيعاب
: ١٨٩٥. (٣)
مناقب آل أبي طالب ٣ : ١١٩.