القدر حتى دكنت ثيابها » (١).
وعن حياتها الزوجيّة ، قال علي عليهالسلام : « فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلَّ ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان » (٢).
وبعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله لقيت فاطمة الكثير من المصائب والمحن ، اُضيفت لتألّمها على فراق أبيها ، منها غصب فدك منها ، بعد أن أنحلها الرسول صلىاللهعليهوآله في حياته ، وغصب الخلافة من زوجها عليهالسلام ، وحرمان الأجيال والتاريخ من نور الهداية الإلهية ، والهجوم على دارها وإحراقها وإسقاط جنينها وغيرها الكثير من الحوادث المؤلمة التي ذكرت في مختلف المصادر ، ولا شكّ بأنّ هذه المصائب أثّرت فيها واستشهدت بسبب هذه المحن والجروح التي أصابتها وهي في الثامنة عشر من عمرها.
وأمّا مدفنها فهو مجهول ، لدفنها ليلاً ، استنكاراً ممّن أغضبوها ، أمّا في بيتها عند قبر الرسول صلىاللهعليهوآله ، أو في مقبرة البقيع ، أو بين المنبر وقبر الرسول صلىاللهعليهوآله في المسجد على اختلاف الروايات.
لذلك فإنّ كلّ من أغضبها يصدق عليه قول الرسول صلىاللهعليهوآله : « من أغضبها فقد أغضبني » (٣) ، وفي الصحاح وغيرها من مصادر أهل السنة ، أنّها رحلت وهي واجدة أو غاضبة على البعض ، ولست أدري أنّ من أغضب الرسول صلىاللهعليهوآله والله تعالى هل يستحقّ حكومة المسلمين ، وهل تكون مذاهبه حقّة ، ثم إنّ من لم يتمسّك بالقرآن والعترة كيف تكون آراؤه وحكمه على حقّ ، وقد قال الرسول صلىاللهعليهوآله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب
__________________
(١) علل الشرائع ٢ : ٣٦٦.
(٢) بحار الأنوار ٤٣ : ١٣٣.
(٣) صحيح البخاري ٤ : ٢١٠.