وأمّا نتائجها فإنّ ثورة الإمام الحسين عليهالسلام ودمه ودماء أصحابه المقدسة كانت سدّاً منيعاً بوجه محاولات الإبادة والتحريف للإسلام الأصيل ، فإنّها هزّت الوعي الإسلامي لدى المسلمين آنذاك وأيقظتهم على الأخطار المحدقة بالإسلام والمسلمين ، حتى انبثقت ثورات كثيرة تحمل شعار يا لثارات الحسين ، ولا زالت ثورة الحسين تهزّ المسلمين وتوقظهم ، ومصدر إلهام لكلّ الثوار والأحرار والمصلحين حتى لغير المسلمين وشبحاً مخيفاً للجريمة والطغيان ، كما أنّ مآتمه وإحياء ذكره مدارس إسلامية وتربوية لها الكثير من الآثار الفاعلة للإسلام والمسلمين ، وفي بقاء الإسلام الأصيل ومبادئ أهل البيت عليهمالسلام ونشرها وترسيخها ، لذلك شجّع عليها وشارك فيها أئمتنا الأطهار عليهمالسلام والأصحاب والعلماء والمؤمنون عبر التاريخ ، من أجل معطياتها المهمّة ، ولذلك خافها الطغاة والمنحرفون ، ولكن لن يتمكّنوا من إطفاء نورها مهما بذلوا من جهود.
وقد استشهد الإمام الحسين عليهالسلام في كربلاء في العاشر من المحرم ٦١ هـ وعمره الشريف ٥٧ عاماً ودفن هناك ، ومرقده الشريف كعبة للمؤمنين والثائرين والسائرين على هداه.
ومن أقواله ما قاله حول فلسفة ثورته : « وأنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدي صلىاللهعليهوآله ، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومن ردّ عليَّ هذا أصبر حتی يقضی الله بيني وبين القوم ، وهو خير الحاكمين » (١).
وفي كتاب له إلی رؤساء الأخماس بالبصرة : « وأنا أدعوكم إلى كتاب الله ، وسنّة نبيه ،
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٤ : ٣٣٠.