نشخّصه هل بالنظر الدقيق العقلي او بالنظر العرفي (١)؟ مثلا إذا اردنا في الشبهة الحكمية ان نستصحب اعتصام الكر بعد زوال جزء يسير منه فيما إذا احتملنا بقاء الاعتصام وعدم انثلامه بزوال ذلك الجزء .. فكيف نشخّص معروض الاعتصام؟
فاننا إذا اخذنا بالنظر الدقيق العقلي وجدنا ان المعروض غير محرز بقاء ، لأنّ الجزء اليسير الذي زال من الماء يشكّل جزء من المعروض بهذا النظر ، وإذا اخذنا بالنظر العرفي وجدنا انّ المعروض لا يزال باقيا ببقاء معظم الماء ، لأنّ العرف يرى انه نفس الماء السابق ، والشيء نفسه نواجهه عند استصحاب الكرّية بعد زوال الجزء اليسير من الماء في الشبهة الموضوعيّة.
والجواب : ان المتّبع هو النظر العرفي ، لأنّ دليل الاستصحاب خطاب عرفي منزّل على الانظار العرفية ، فالاستصحاب يتبع صدق النقض عرفا (٢) ، وصدقه كذلك يرتبط بانحفاظ المعروض عرفا.
__________________
(١) ذكر هذا المطلب في عدّة كتب منها الرسائل الجديدة ص ٤٠٧ ، والمصباح ج ٣ ص ٢٣٥ عند قوله «وتحصّل مما ذكرنا ...» وتقريرات السيد الهاشمي ج ٦ ص ١٢٠.
(٢) أي بما ان الامام عليهالسلام قال «لا تنقض اليقين بالشك» فحيث يصدق النقض ـ وذلك عند ما تتّحد القضيّتان موضوعا ومحمولا في نظر العرف ـ يستصحب ، فالاستصحاب يتبع صدق النقض عرفا ، وانما يصدق النقض حيث تتّحد القضيتان موضوعا ومحمولا بنظر العرف.