وهو ما يسمّى بالعدم النعتي ـ تمييزا له عن العدم المحموليّ (١) الذي يلاحظ فيه العدم بما هو ـ ويترتب على ذلك ان الاستصحاب إنما يجري في نفس التقيّد و (٢) العدم النعتي لانه الدخيل في موضوع الحكم ، فإذا لم يكن العدم النعتي واجدا لركني اليقين والشك (٣) وكان الركنان متوفرين في
__________________
(١) العدم المحمولي هو العدم الماخوذ في المحمول مثل «معدوم» في قولنا «شريك الباري معدوم» ، والعدم النعتي مثل «غير القرشية» في قولنا «المرأة غير القرشية تحيض لسنّ الخمسين فقط» ، والعدم الازلي هو العدم منذ الازل مثل «لا يوجد للباري شريك منذ الازل» ، والعدم الازلي هو عدم محمولي ايضا كما تبيّن لك ذلك من المثال السابق (شريك الباري معدوم منذ الازل).
(٢) لعلّ الاولى تبديل الواو هذه ـ المراد منها العطف التفسيري ـ بالباء ، وذلك لعدم صحّة عطف المعنى الاسمي على المعنى الحرفي وهو التقيّد ، وللتغاير بين كون المستصحب هو التقيّد وان يكون هو العدم النعتي.
(بيان) هذه الحالة الثانية باختصار انه إذا كان الحكم مترتبا على عدم نعتي من قبيل «إن لم تكن المرأة قرشية كان حيضها إلى سن الخمسين فقط» لم يجر استصحاب التقيّد بهذا العدم النعتي وذلك لعدم وجود حالة سابقة لهذا العدم النعتي ليستصحب لانه لم يكن المنعوت موجودا من الاصل ، فلا نعت.
وإن اردت استصحاب «عدم قرشيّة المرأة» بنحو العدم المحمولي لم يصحّ أيضا هذا الاستصحاب وذلك لعدم ترتب الاثر على العدم المحمولي وانما هو مترتب ـ كما عرفت في المثال المفروض ـ على العدم النعتي.
(٣) وهو كذلك ، فان ركني الاستصحاب الاوّلين غير متوفّرين هنا ليجري