للخبر عن الحجية (إن) اريد بها المخالفة لدلالة قرآنية ولو لم تكن حجّة فكلا الجوابين غير صحيح ، لانّ القرينة المنفصلة والتعارض على أساس العلم الاجمالي لا يرفع اصل الدلالة القرآنية ولا يخرج الخبر عن كونه مخالفا لها. (وإن) اريد بها المخالفة لدلالة قرآنية حجة في نفسها وبقطع النظر عن الخبر المخالف لها فالجواب الثاني صحيح ، لانّ الدلالة القرآنية ساقطة عن الحجية بسبب العلم الاجمالي ما لم يدّع انحلاله (١) ، وامّا
__________________
هذه الروايات لاخذنا بعموم العلماء ـ لوروده في مقام البيان فهل هنا تاخذ بالروايات المخصّصة ام بعموم العلماء؟ حتما سوف تأخذ ـ ككل العلماء ـ بالروايات ودليلك هو اننا ـ كما في الجواب الثاني ـ نعلم بورود تخصيصات كثيرة للآيات القرآنية من الشارع المقدّس بحيث لا تبقى عمومات الآيات حجّة مع وجود معارض من الروايات ، ولن تستدلّ بأنّ التخصيص ليس مخالفة للعام وذلك لحجية العام في العموم في نفسه ، ولذلك لو لا الروايات لاخذنا بعموم العلماء ، لوروده في مقام البيان.
(أو) ان المراد من المخالفة المخالفة لدلالة قرآنية واجدة لمقتضى الحجيّة حتّى بعد ورود الخبر المخالف كما فيما لو كانت الدلالة القرآنية ظاهرة ظهورا تصوريا في العموم ، (ويرد) على تفسير المخالفة بهذا النحو انه لو كان المراد من المخالفة المخالفة للظهور التصوّري للآية صحّ كلا الجوابين لانّ الظهور التصوّري لا يكون حجّة مع وجود قرينة منفصلة على تشخيص المراد.
(وبأدنى) تأمّل تعلم ان المراد من المخالفة في قوله عليهالسلام «ما خالف كتاب الله فدعوه» هو ما ورد في الاحتمال الثاني
(١) بما وصلنا من التقييدات ونحوها(*).
__________________
(*) طبعا السيد الشهيد لا يقبل بوجود معارضة في هذه الحالة ووجهه واضح في المتن ،