ثمّ انّ النّساء في الآية ، وإن كان عامّا في المدخول بهنّ وغيرهنّ ، وذوات الأقراء وغيرهنّ ، لكنّه مخصّص بالإجماع والسنّة بذوات الأقراء المدخول بهنّ ، ودلّ عليه الكتاب أيضا وهو قوله تعالى (فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) وسيجيء ان شاء الله ، سواء قلنا : انّ النّساء اسم جنس (١) بمعنى الجمع ، أو جمع حقيقة للمرأة من غير لفظها ، كما قاله في الصحاح لظهور أنّ الالف واللّام في مثله يفيد الاستغراق والعموم ، فقول صاحب الكشّاف (٢) : لا عموم ثمّ ولا خصوص ـ ولكنّ النساء اسم جنس للإناث من الانس ، وهذه الجنسيّة معنى قائم في كلّهنّ وفي بعضهنّ فجاز ان يراد بالنساء هذا وذاك فلمّا قيل : فطلقوهنّ لعدّتهنّ علم أنّه أطلق على بعضهنّ وهنّ المدخول بهنّ من المعتدّات بالحيض ـ لا يخفى ما فيه بعد ما بينّاه.
(وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) اضبطوا الأقراء الّتي يعتدّ بها واكملوها ثلاثة قروء كما ورد بيانها في آية أخرى ولا يبعدان يراد مطلق العدة الثابتة بأي دليل كان ، بمعنى انّ العدّة بما هي يجب حفظها وحينئذ فتدخل المسترابة وغيرها فيه لثبوت كون ما يجب
__________________
(١) وفي اللسان : النسوة والنسوة بالكسر والضم والنسوان والنسوان جمع المرأة من غير لفظه ثم نقل عن ابن سيدة ان النساء جمع النسوة إذا كثرن ولذا قال سيبويه في الإضافة الى النساء نسوى فرده الى واحدة.
وفي التاج : عن القالي النساء جمع امرأة ليس لها واحد وكذلك المرأة لا جمع لها من لفظها.
وفي المعيار بعد نقل نسوة ونسوة كغرفة وعصمة والنساء ككساء والنسون بكسر النون وضم السين والواو والنون أسماء لجماعة إناث الأناسي الواحدة امرأة من غير لفظ الجمع ، وروى : ان النساء سمين لأنهن انس للرجال والنسبة النسوي بالكسر بلا هاء وتصغير نسوة نسية بقلب الواو ياءا وادغامها في ياء التصغير والجمع نسيات بالألف والتاء.
(٢) انظر الكشاف ج ٤ ، ص ٥٤٤. قلت : وفي قلائد الدرر هنا بيان في ج ٣ ، ص ٢٢٠ يعجبنا نقله بعين عبارته قال قدسسره : «ويمكن أن يقال : ان الآيس والتي لم تبلغ لا تدخلان في هذا العموم لان المراد بالعدة الاطهار كما نبهنا عليه وهما فاقدتان للاطهار» انتهى.