طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) أردتم طلاقهنّ ، وإطلاق الفعل على الإرادة القريبة منه كثير ، ومن ثمّ اعطى المشارف حكم الشّارع في الفعل ، كما أعطى حكم الماشي إلى الصّلوة حكم المصلّى ، كذا في الكشاف (١) واعتراض بعضهم لا وجه له ، والفرق بين الوجهين أنّه على الثّاني يكون النّبيّ صلىاللهعليهوآله خارجا عن الحكم.
قال الشّيخ في التّبيان (٢) : وأجمعت الأمّة على أنّ حكم النّبيّ صلىاللهعليهوآله وحكم أمّته في الطّلاق واحد.
(فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ) اللّام للتأقيت (٣) مثلها في (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)
__________________
ـ انتهى. قلت : وما ذكره أخيرا مثل الوجوه التي نقل في ذلك. وقد ذكرنا ابتداء استعمال إياك أعني واسمعي يا جاره في تعليقاتنا على كنز العرفان ج ١ ، ص ١٢٩. وقد نظم أمثال الميداني الشيخ إبراهيم الأحدب فقال في ج ١ ، ص ٤٠ :
يا نفس وعظي لك بالإشارة |
|
إياك أعني واسمعي يا جارة |
(١) انظر الكشاف : ج ٤ ، ص ٥٥٢.
(٢) انظر التبيان : ج ٢ ، ص ٦٨٣ طبعة إيران.
(٣) هكذا في نسختنا المخطوطة من مسالك الافهام ، وفي الكنز ج ٢ ، ص ٢٥٠ : للتأقيت والمعنى واحد فان الامت والتأميت بمعنى التقدير ويقال إلى أجل مأموت اى موقوت ولاقت بالقاف لغة في الوقت صححه جماعة ، أو إبدال ، أو لحن. والتأقيت كالتوقيت. وفي المجمع ج ٥ ، ص ٤١٤ عند شرح القراءة من الآية ١١ من سورة المرسلات (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) : وقرء أبو جعفر بالواو والتخفيف وقرء أهل البصرة غير رويس بالواو والتشديد وقرء الباقون أقتت بالألف وتشديد القاف.
وفي كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع لأبي محمد مكي بن ابى طالب القيسي ج ٢ ، ص ٣٥٧ : «أقتت قراءة أبو عمرو بالواو لانه من الوقت فهو الأصل إذ فاء الفعل واو ، وقرء الباقون بهمزة مضمومة بدلا من الواو لانضمامها وهي لغة فاشية فالواو إذا انضمت أولا أو ثالثة وبعدها حرف أو حرفان فالبدل فيها مطرد وذلك نحو أجوه وادؤر». انتهى وفي نثر المرجان ج ٧ ، ص ٦١ بعد نقل القرائتين.
«واما رسمه فبالالف بالاتفاق على ما صرح به الداني حيث قال في وقعت القراءة من ائمة القراء على غير مرسومهم وكذا قرائته أي قراءة أبي عمرو في المرسلات : وإذا الرسل ـ