فإذا حاضت وخرجت من حيضتها طلّقها تطليقة أخرى من غير جماع ويشهد على ذلك ثمّ يراجعها أيضا متى شاء قبل أن تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها ويكون معها إلى أن تحيض الحيضة الثالثة ، فإذا خرجت من حيضتها الثالثة طلّقها التّطليقة الثّالثة بغير جماع ويشهد على ذلك ، فإذا فعلت ذلك فقد بانت منه ، ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره الحديث.
والمراد بكون هذا طلاق العدّة المأمور بها في الآية ، أنّه فرد منه ، فصحّ إطلاقه عليه ، ولتفصيل ذلك شرح يطول فليطلب من محلّه.
(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ) قاربن الفراغ منه بحيث لم يبق من العدّة إلّا قليل ، كآخر جزء منها ، والأجل يطلق لمجموع المدّة ولمنتهاها ، فيقال لعمر الإنسان أجل (١)
__________________
(١) وفي المقاييس ج ١ ، ص ٦٤ بيان يعجبنا نقله ملخصا وبالمعنى لئلا يتوهم من عشر على المعاني الأخر للأجل انه وقع اشتباه من المصنف كلا ولكنه أراد بيان كيفية استعماله في المعنى الأول.
قال في المقاييس : «الهمزة والجيم واللام يدل على خمس كلمات متباينة لا يمكن حمل واحدة على واحد.
فالأجل غاية الوقت في محل الدين وغيره فقال أجل يأجل (من باب خرج) والأجل نقيض العاجل وقولهم : أجل من هذا الباب كأنه يقول : انتهى وبلغ الغاية والأجل القطيع من بقر الوحش والجمع أجال (كجسم وأجسام).
والأجل مصدر أجل عليهم شرا (من باب ضرب ونصر) اى جناه وبحثه.
والأجل (بكسر الهمزة) وجع في العنق.
والمأجل (بفتح الميم والجيم) شبه حوض واسع يؤجل فيه ، أو البئر ، أو القناة أياما ثم يفجر في الزرع والجمع مآجل.
فهذه هي الأصول وبقيت كلمتان : أحدهما من باب الابدال وهو قولهم : أجلوا مائهم اى حبسوه والأصل في ذلك الزاي ازلوه ، ويمكن أن يكون اشتقاق هذا ومأجل الماء واحدا والأخرى من أجل ذلك فعلت ذلك وهو محمول على أجلت الشيء أي جنيته فمعناه من أن جنى.
وأما أجلى على فعلى فمكان والأماكن أكثرها موضوعة الأسماء غير مقيسة». انتهى ما في ـ