ـ وعن الشّعبي (١) : أنها أنفسها أسماء الله.
ـ وعن عكرمة (٢) : أنها أقسام.
ـ وقيل : هجاء (الم) ، أي : أنزّل ذلك الكتاب.
ـ وقيل : إنها حروف الجمّل الحسابية ، إشارة إلى مقادير أشياء وآجال قوم.
__________________
ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لكلّ شيء سناما ، وسنام القرآن سورة البقرة ، من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال». وقال أبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن : اعلموا ـ وفّقكم الله ـ أنّ علماءنا قالوا : إنّ هذه السورة من أعظم سور القرآن ، سمعت بعض أشياخي يقول : فيها ألف أمر ، وألف نهي ، وألف حكم ، وألف خبر. ولعظيم فقهها أقام عبد الله بن عمر ثماني سنين في تعلمها ، وقد أوردنا ذلك عليكم مشروحا في الكتاب الكبير في أعوام. اه. انظر أحكام القرآن ١ / ٨. أي : في تفسيره القرآن. ـ وقال المهائمي في تفسيره ١ / ٣١ : وسميت بها ـ أي : بسورة البقرة ـ لدلالة قصتها على :
١ ـ وجود الصانع ، إذ حياة القتيل ليست من ذاته ، وإلا لحيي كلّ قتيل ، ولا بضرب بعض البقرة عليه ، وإلا لحصلت متى ضرب.
٢ ـ وعلى قدرته ، لأنّه أحيا بمحض قدرته لا بهذا السبب بل عنده.
٣ ـ وعلى حكمته ، لأنّه أشار بذلك إلى إحياء القلب بذبح النفس الأمارة المظلمة.
٤ ـ وعلى النبوة ، لكونها معجزة. وفيها إشارة إلى وجوب طاعة الأنبياء من غير تفتيش لثقل المؤنة ، ولا تقع الفضيحة التي وقعت للقائلين : (أَتَتَّخِذُنا هُزُواً).
٥ ـ وعلى الاستقامة ؛ لأنّ طلب الدنيا ذلة ، وطلب ما سوى الله شية.
(١) اسمه عامر بن شراحيل ، تابعي جليل القدر ، وافر العلم ، من رجال الحديث الثقات ، اتصل بعبد الملك بن مروان فكان نديمه وسميره ورسوله إلى ملك الروم ، توفي بالكوفة سنة ١٠٥ ه.
(٢) عكرمة مولى ابن عباس ، من كبار التابعين ، ومن أعلم الناس بالتفسير والمغازي ، كان كثير الطواف والجولان في البلاد ، وكان ابن عباس يقول له : انطلق فأفت الناس ، توفي سنة ١٠٧ ه. هو وكثيّر عزة في يوم واحد.