٣٤ ـ تعلّم ـ ولو كاتمته الناس ـ أنّني |
|
عليك ـ ولم أظلم بذلك ـ عاتب |
فقوله : «ولو كاتمته الناس» اعتراض بين الفعل ومفعوله ، «ولم أظلم بذلك» اعتراض بين اسم إنّ وخبرها.
ـ والاعتراض في أشعار العرب كثير ، لأنّه يجري مجرى التوكيد.
ولنا فيه كتاب اسمه «قطع الرياض في بدع الاعتراض» (١).
(وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ). (٢٤)
قيل : إنها حجارة الكبريت ، فهي أشد توقدا.
وقيل : إنها الأصنام المعبودة ، فهي أشد تحسرا.
وقال الجاحظ (٢) : كأنه حذّرهم نارا تشتعل لشدتها وعظم مادتها في الحجارة ، كما قال القطامي (٣) :
٣٥ ـ يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة |
|
ولا الصدور على الأعجاز تتكل |
٣٦ ـ حتى وردن ركيات العوير وقد |
|
كاد الملاء من الكتان يشتعل |
__________________
(١) الكتاب لم نجد عنه خبرا.
(٢) عمرو بن بحر أحد أئمة الأدب ، كان معتزليا في عقائده ، وله ٣٦٠ مؤلّفا في شتى العلوم. منها : «البيان والتبيين» و «الحيوان» و «البخلاء» وكتبه تعلّم العقل أولا والأدب ثانيا ، توفي سنة ٢٥٠ ه ، وسقطت كتبه عليه فمات. أخذ عن القاضي أبي يوسف والنظام.
(٣) اسمه عمير بن شييم ، عدّه ابن سلام في الطبقة الثانية من الإسلاميين. كان شاعرا فحلا رقيق الحواشي حلو الشعر. والبيتان في ديوانه ص ٢٦ من وصف مشية الإبل ، وهما في لسان العرب مادة : عور ، وجمهرة أشعار العرب ٢ / ٨٠٧. والأول في شرح المفضليات للتبريزي ١ / ٤٦٥ ؛ والموشح ص ٢٣٣ ؛ والأغاني ٩ / ٣٠ ؛ وأمالي القالي ٢ / ٧٠٨. قال المرزباني : ولو أنّ القطامي قال بيته الذي في وصف مشية الإبل في النساء لكان أشعر الناس. والبيت الثاني في الحيوان ٥ / ٧٩.