فوصف الحر باشتعال الكتان منه مع نداوته وطراوته.
(وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً). (٢٥)
أي : التذاذهم بجميع المطاعم والمشارب متساو ، ولا يتناقص ولا يتفاضل.
وعن ابن عباس : متشابها في المنظر وإن اختلف في المطعم ، فيقولون ـ ما لم يطعموه ـ : هذا الذي رزقنا من قبل.
ولا يحمل على تشابهه بثمار الدنيا ؛ لأنّه روي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : «إنه ليس في الجنة شيء مما في الدّنيا إلا الأسماء» (١).
(إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما). (٢٦)
أي : لا يدع ولا يمتنع. والاستحياء : عارض في الإنسان يمتنع عنده عن ما يعاب عليه.
وذلك لا يجوز على الله ، ولكن ضرب المثل بالحقير إذا تضمن جليل الحكمة لا يستحيى منه. فقارب جلّ اسمه الخطاب في التفهيم باللفظ المعتاد.
(مَثَلاً ما بَعُوضَةً). (٢٦)
تقديره : أن يضرب مثلا ما ، أي : من الأمثال ، فيتمّ الكلام على (ما) ، ثم (بَعُوضَةً) نصب على البدل ، وهذا هو الصواب تنزيها للقرآن من لفظ خال عن معنى.
ـ وقال الكسائي : نصب بعوضة بمعنى : ما بين بعوضة فما فوقها ،
__________________
(١) الحديث أخرجه البيهقي في البعث ، وابن جرير ١ / ١٧٤ وابن أبي حاتم ١ / ٨٩ عن ابن عباس قال : «ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلا الأسماء». راجع ابن جرير ١ / ١٧٤ ، وتفسير ابن أبي حاتم ١ / ٨٩.