غزيرا ، وفوائد كبيرة ، من نحو وبلاغة ولغة ، وفقه وحديث ، ونادرة ، ومناظرة ، وردّ.
ولم تذكر المصادر التي بأيدينا عمّن تلقى العلم ، ومن شيوخه ، ولا من أخذ عنه وقرأ عليه ، سوى أنه كان بنيسابور ، ولعلّه لم يخرج منها إذ لا ذكر له في ذيول تاريخ بغداد المطبوعة.
مذهبه الفقهي :
كان الشيخ من أهل المذهب الحنفي ، ومع ذلك لم يذكره القرشي في «طبقات الحنفية» ، ولا قاسم بن قطلوبغا في «تاج التراجم» ، مع سعة علمه ، وغزارة فضله ، ولعلّه كان من أهل الخمول ، كما يشير إليه شعره على ما سنذكره.
ويوضّح انتسابه للمذهب الحنفي ما ذكره عند قوله تعالى : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ) : (١)
قال الشافعي : الإحصار : منع العدو ؛ لأنها نزلت في عمرة الحديبية عام صدّ النبيّ عليهالسلام ، ولأنه قال : (فَإِذا أَمِنْتُمْ).
وعندنا يكون الإحصار بالمرض ، وهو مذهب ابن عباس وابن مسعود.
وعند قوله تعالى : (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) : (٢)
عن ابن عباس : أنّه شاة ، وهو مذهبنا.
وعند قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) : (٣)
قال : القرء : الحيض عن أكثر الصحابة والفقهاء.
وأشار لمذهب الشافعي فقال : وعن بعضهم : الطهر ، فأبهمه.
ثم استدلّ على أنّ القرء الحيض ، ناصرا بذلك مذهبه.
ـ وعند قوله : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا) : (٤)
__________________
(١ و ٢) سورة البقرة : آية ١٩٦.
(٣) سورة البقرة : آية ٢٢٨.
(٤) سورة النساء : آية ٣.