(فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ). (٧٤)
قال الفراء : معناه بل أشد. كقول ذي الرمة :
٧٩ ـ بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى |
|
وصورتها أو أنت في العين أملح (١) |
وقال قطرب : هي بمعنى الواو كقول توبة بن الحميّر (٢) :
٨٠ ـ وقد زعمت ليلى بأنّي فاجر |
|
لنفسي تقاها أو عليها فجورها (٣) |
والمبرّد يردّ ذلك عليهما ، ويحملها على الشك كما هو وضعها ، ويقول : إنّ هذا الكلام من الله خطاب لخلقه ، فكأنه قال : أو أشد قسوة عندكم.
كقوله : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) ، (٤) وقوله : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ). (٥)
وأما البيتان ف «أو» فيهما على أصلها من الشك ، أمّا بيت ذي الرمة فإنّ الشك في مثله أدمث وأغزل كقوله :
٨١ ـ أيا ظبية الوعساء بين جلاجل |
|
وبين النقا أأنت أم أمّ سالم (٦) |
وأمّا بيت توبة فتقديره : لنفسي تقاها إن اتقت ، وإن فجرت فعليها فجورها ، بيّن ذلك أنّ أحوال القلوب تختلف ، وقسوتها تزداد وتنتقص ، فلم يخبر عنها بحال واحدة.
__________________
(١) البيت ورد في معاني القرآن للفراء ١ / ٧٢٠ ؛ والبحر المحيط ٣٢٤ ؛ وتفسير القرطبي ١ / ٤٦٣ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٦٥ ؛ والخصائص ٢ / ٤٥٨.
(٢) توبة بن الحميّر يكنى أبا حرب ، كان فارسا شاعرا وهو صاحب ليلى الأخيلية ، وله فيها أشعار كثيرة. والبيت جاء في تفسير القرطبي ١ / ٢١٥ ؛ ومغني اللبيب رقم ٩٤ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٦٨ ؛ والأمالي الشجرية ٢ / ٣١٧ ؛ وأمالي القالي ١ / ٨٨.
(٣) توبة بن الحميّر يكنى أبا حرب ، كان فارسا شاعرا وهو صاحب ليلى الأخيلية ، وله فيها أشعار كثيرة. والبيت جاء في تفسير القرطبي ١ / ٢١٥ ؛ ومغني اللبيب رقم ٩٤ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٦٨ ؛ والأمالي الشجرية ٢ / ٣١٧ ؛ وأمالي القالي ١ / ٨٨.
(٤) سورة النجم : آية ٩.
(٥) سورة الصافات : آية ١٤٧.
(٦) البيت لذي الرمة في ديوانه ص ٦٢٢ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٦٧ ؛ ومعاني القرآن للأخفش ١ / ٣٠ ؛ والخصائص ٢ / ٤٥٨ ؛ والأمالي الشجرية ١ / ٣٢١ ؛ والمقتضب ١ / ١٦٣.