(يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ).
قرأ قتادة : يهبط على أصل الباب أنّ فعل المتعدي يجيء على يفعل مكسور العين ك ضرب يضرب ، وجلس يجلس ، وفعل غير المتعدي على يفعل مضموم العين ، كقعد يقعد وخرج يخرج.
وقيل : إنّ يهبط هذا متعدّ. ومعناه : لما يهبط غيره. أي : إذا رآه خشع لطاعة الله ، فحذف المفعول تخفيفا لدلالة الحال عليه. وقد جاء هبط متعديا كما جاء لازما قال :
٨٢ ـ ما راعني إلا جناح هابطا |
|
على البيوت قوطه العلابطا (١) |
فأعلمه في القوط.
وأما من قال : إنّ يهبط لازم ، فتأويل هبوط الحجارة من خشية الله ـ مع أنّه جماد لا يعرف الخشية ـ ما قاله المبرد : إنّ الذي فيها من الهبوط والهوي لا سيما عند الرجفة العظيمة والزلزلة الهائلة ، انقياد لأمر الله الذي لو كان مثله من حي قادر لدلّ على أنّه خاش لله. كما قال جرير :
٨٣ ـ لما أتى خبر الزبير تهدّمت |
|
سور المدينة والجبال الخشّع (٢) |
وقال آخر :
__________________
(١) الرجز أنشده شمّر. وهو في اللسان مادة : هبط وقوط ، ونوادر أبي زيد ص ١٧٣ ، والجمهرة ٣ / ١١٥ ؛ والأفعال للسرقسطي ١ / ١٢٩ ؛ والخصائص ٢ / ٢١١ ؛ والمساعد ٢ / ٢٠ ولم ينسبه أحد. وجناح : اسم رجل ، والقوط : المائة من الغنم إلى ما زادت ، والعلابط : القطيع من الغنم وأقله خمسون.
(٢) البيت في خزانة الأدب ٤ / ٢١٨ ؛ ولسان العرب مادة : سور ، والخصائص ٢ / ٤١٨ ؛ وتفسير الماوردي ١ / ٢٨ ؛ وتفسير الطبري ١ / ١٤٥ ؛ وتفسير القرطبي ١ / ٤٦٥ ؛ والبحر المحيط ١ / ٢٦٦ ؛ وشرح المعلقات للنحاس ٢ / ٣٥.