٨٤ ـ لها حافر مثل قعب الوليد |
|
تتخذ الفأر فيه مغارا (١) |
أي : لو اتّخذت فيه مغارا لغوره وتقعبه لوسعها لأنّها تتّخذ دارا.
ومثله مسألة «الكتاب» : أخذتنا بالجود وفوقه (٢). أي : لو كان فوق الجود شيء من المطر لكانت قد أخذتنا به. فكلام العرب لمن عرفه ـ ومن الذي يعرفه ـ ألطف من السحر ، وأنقى من غرّة النجم.
ألا ترى إلى عنترة كيف أسفر عن وجه هذا المعنى فقال :
٨٥ ـ لو كان يدري ما المحاورة اشتكى |
|
ولكان لو علم الكلام مكلّمي (٣) |
وقالت أعرابية :
٨٦ ـ وأبرزتني للناس حتى تركتني |
|
لهم غرضا أرمى وأنت سليم |
٨٧ ـ ولو أنّ قولا يكلم الجلد قد بدا |
|
بجلدي من قول الوشاة كلوم (٤) |
وقال آخر :
٨٨ ـ لو كان هذا الشمس تصبغ لمة |
|
صبغت شواتي طول ما أنا حاسر |
٨٩ ـ أو شاب عين شاب أسود ناظري |
|
من طول ما أنا في العجائب ناظر (٥) |
__________________
(١) البيت لعوف بن عطية ، وهو في المفضليّات ص ٤١٤ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ١٧٦ ؛ والاقتضاب ص ٤١٤ ؛ والكامل ٢ / ٩٠ والقعب : قدح من خشب مقعّر ، وحافر مقعب : مشبّه به ، والوليد : الصبي ، يريد أن جوف حافرها واسع.
(٢) الجود : المطر الذي لا مطر فوقه ألبتة. قال الحسن : فأما ما حكى سيبويه من قولهم : أخذتنا بالجود وفوقه ، فإنما هي مبالغة وتشنيع ، وإلا فليس فوق الجود شيء. اللسان : جود.
(٣) البيت من معلّقته ، راجع شرح المعلقات لابن النحاس ٢ / ٤٤ ؛ والخصائص ١ / ٢٤.
(٤) البيتان لآمنة امرأة ابن الدمينة ، ولهما ثالث وهو أولهم :
وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني |
|
وأشمتّ بي من كان فيك يلوم |
ولهم قصة في الأغاني ١ / ١٨٢. وهما في البيان والتبيين ٤ / ٦٨ ؛ وشرح الحماسة للتبريزي ٣ / ١٧٧ وسيكرران مع ثالث لهما.
(٥) لم أجدهما.