ونجل الرجل : ولده ؛ لأنّه مستخرج من صلبه وبطن امرأته ، فالإنجيل لاستخراج علم الحلال والحرام منه ، والفرقان : فعلان من الفرق بين الحق والباطل.
فاختلفت المعاني واتفقت المباني من إظهار الأحكام وإبرازها ، والفرق بين أشباهها.
(مُحْكَماتٌ)(١). (٧)
المحكم : ما تبيّن واتفق تفسيره ، فيقطع على مراد الله به.
والمتشابه : ما اشتبه واختلف تأويله ، فلا ينقطع المراد على واحد منهما بعينه.
وقيل : المحكم : ما يعلم على التفصيل بالوقت والمقدار ، والمتشابه بخلافه. مثل : وقت الساعة وأشراطها ، ومعرفة الصغائر بأعيانها ، ومقادير الثواب والعقاب وصفة الحساب إلى غير ذلك.
فيكون الوقف على هذا عند قوله تعالى :
(وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ).
ومن وقف على قوله : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، كان : (يَقُولُونَ) في موضع الحال ، أي : يعلمون تأويله قائلين : (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا).
__________________
(١) الآية : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ). إن قلت : كيف قال ذلك و «من» للتبعيض ، وقال في هود : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) وهو يقتضي إحكام آياته كلها؟ فالمراد ب «المحكمات» هنا الناسخات أو العقليات ، أو ما ظهر معناها. كما أنّ المراد بالمتشابهات المنسوخات أو الشرعيات ، أو ما كان في معناها غموض ودقة. راجع فتح الرحمن ص ٧٨ ـ ٧٩.