(وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً). (٤٦)
وإخبار الملائكة بكلام عيسى كهلا ، على أنه يبلغ الكهولة. وهذا علم الغيب. وفيه أيضا ردّ على النصارى ؛ فإنّ من تختلف أحواله لا يكون إلها.
(وَيُكَلِّمُ النَّاسَ) في موضع النصب بالعطف على وجيها. كأنه قيل : وجيها ومكلما في المهد وكهلا ، كما قال :
٢٤٠ ـ بات يعشّيها بعضب باتر |
|
يقصد في أسؤقها وجائر (١) |
أي : قاصد وجائر صفتان للباتر.
(وَرَسُولاً). (٤٩)
والزّجّاج يقول : إنّ (وَرَسُولاً) أيضا عطف على هذا الموضع (٢).
أي : يكلّمهم في المهد وكهلا ورسولا. وقال الأخفش : الواو زائدة. تقديره : ويعلمه الكتاب رسولا.
(مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ). (٥٢)
أي : مع الله. وإنما تستعمل الحروف بعضها مكان بعض بشريطة.
وهي تقارب الأفعال.
فإذا تقاربت وكان بعضها يتعدى بحرف ، وبعضها بحرف آخر ، فيوضع
__________________
(١) في المخطوطة «بنات» بدل «بات» و «يغشها» بدل «يعشّيها» وكلاهما تصحيف. والبيت في لسان العرب مادة عشا ١٥ / ٦٢ ؛ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٦٧ ؛ ومعاني القران للفراء ٢ / ١٩٨ ؛ والمساعد ٢ / ٤٧٧. ومعناه أنه أقام لها السيف مقام العشاء. ولم يعرف قائله.
(٢) قال الزجاج : ونصب : (وَرَسُولاً) على وجهين : أحدهما : ويجعله رسولا إلى بني إسرائيل. والاختيار عندي ـ والله أعلم ـ ويكلّم الناس رسولا إلى بني إسرائيل ، والدليل على ذلك أنه قال : (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ). انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ١ / ٤١٣.