(إِنِّي مُتَوَفِّيكَ). (٥٥)
قابضك برفعك إلى السماء من غير موت (١). يقال : توفيت منه حقي : تسلمته.
وعن ابن عباس رضي الله عنه : أنّه توفاه وفاة الموت ، ثم أحياه ورفعه إلى سمائه ومحل كرامته. وإنما أضاف الرفع إليه جلّ وعزّ للتفخيم والتعظيم كقول إبراهيم : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي)(٢) ، وإنما ذهب من العراق إلى الشام.
(تَعالَوْا). (٦١)
أصله : تعاليوا ، فسقطت الياء تخفيفا وبقيت الواو علامة للجمع.
وقرأ الحسن مع جماعة (تَعالَوْا)(٣) إشارة إلى حركة الياء المحذوفة وإنما
__________________
(١) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) يعني : وفاة المنام. رفعه الله في منامه. قال الحسن : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لليهود : إنّ عيسى لم يمت ، وإنّه راجع إليكم قبل يوم القيامة. راجع الدر المنثور ٢ / ٢٢٥ ؛ وتفسير الطبري ٣ / ٢٨٩. ـ وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن كعب قال : لمّا رأى عيسى قلّة من اتّبعه وكثرة من كذّبه ، شكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه : إني متوفيك ورافعك إليّ ، وإني سأبعثك على الأعور الدجال فتقتله ، ثم تعيش بعد ذلك أربعا وعشرين سنة ، ثمّ أميتك ميتة الحيّ. قال كعب : وذلك تصديق حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم حيث قال : «كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها». ـ وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس في قوله : «إني متوفيك ورافعك». يعني : رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان. ـ وعن قتادة قال : هذا من المقدّم والمؤخّر. أي : رافعك إلي ومتوفيك. ويؤيد هذا أنّ الواو في اللغة لا تقتضي الترتيب. راجع الدر المنثور ٢ / ٢٢٥.
(٢) سورة الصافات : آية ٩٩.
(٣) وهي قراءة شاذة.