يقال : تعالى في موضع تقدّم ؛ لأنّ التقدّم تعال ، والتأخر انخفاض ، ألا ترى أنّ قولك : قدّمته إلى الحاكم كقولك : ترافعنا إليه.
(نَبْتَهِلْ).
نخلص في الدعاء على الكاذب والمعاند. ويقال : نلتعن. يقال : بهلة الله أي : لعنته. وامتنع المحاجون عن المباهلة. وهم نصارى نجران (١).
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ). (٦٢)
خبر إنّ : القصص ، و «لهو» عطف بيان. ويجيء في مثل هذا الموضع لتقرير المعنى.
والكوفيون يقولون لمثله : العماد ، ولا يرون له موضعا من الإعراب. وكذلك حكم هؤلاء في قوله : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ)(٢).
وإنما دخلت من في قوله :
(وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ).
لأنها لابتداء الغاية ، فلمّا اتصلت بالنفي عمّت من ابتداء الغاية إلى انتهائها.
(وَجْهَ النَّهارِ). (٧٢)
أوله. قال الرّبيع بن زياد :
__________________
(١) أخرج الحاكم وصححه عن جابر أنّ وفد نجران أتوا النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ما تقول في عيسى؟ فقال : هو روح الله وكلمته ، وعبد الله ورسوله. قالوا له : هل لك أن نلاعنك أنّه ليس كذلك؟ قال : وذاك أحب إليكم؟ قالوا : نعم. قال : فإذا شئتم. فجاء وجمع ولده الحسن والحسين فقال رئيسهم : لا تلاعنوا هذا الرجل. فو الله لئن لاعنتموه ليخسفنّ بأحد الفريقين. فجاؤوا فقالوا : يا أبا القاسم إنما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا ، وإنا نحب أن تعفينا ، قال : قد أعفيتكم ثم قال : إنّ العذاب قد أظلّ نجران. اه. راجع الدر المنثور ٢ / ١٣١ ؛ والمستدرك ٢ / ٥٩٤.
(٢) سورة آل عمران : آية ٦٦.