٢٤١ ـ من كان مسرورا بمقتل مالك |
|
فليأت نسوتنا بوجه نهار |
٢٤٢ ـ يجد النّساء حواسرا يندبنه |
|
بالصّبح قبل تبلّج الأسحار (١) |
(أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ). (٧٣)
يحتاج فيه إلى تقدير (لا) ، أي : إنّ هدى الله أيها المسلمون أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب وأن لا يحاجّوكم ، فتكون الجملة خبر : (إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ).
وهذا القول على تمام الكلام على حكاية قول اليهود : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) ثمّ الابتداء بقوله :
(إِنَّ الْهُدى).
وفيه قول آخر للزجاج (٢) ، وهو أنّ الآية جميعها حكاية قول اليهود ؛ لقولهم : إنا والمسلمين على هدى فلا تؤمنوا لهم ؛ لئلا يصدقهم المشركون بسبب تصديقكم ، ويحاجوا من أنكر عليهم إيمانهم لهم بإيمانكم.
(لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ). (٧٥)
أي : لا سبيل علينا في الذي أصبنا من مال العرب (٣).
وقيل : إنها في أمانة أبى أن يردها بعض اليهود على صاحبها بعد ما أسلم ، وقال : إنّ في كتابنا أنّ مالكم يحلّ إذا بدّلتم دينكم. وعند نزولها قال
__________________
(١) البيتان للربيع بن زياد العبسي في مالك بن زهير. وذلك أنّ العرب كانت تندب قتلاها بعد إدراك الثأر. والبيتان في شرح الحماسة للتبريزي ٣ / ٢٦ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ٣٧١ ؛ والأغاني ١٦ / ١٨ ؛ والأول في تفسير القرطبي ٤ / ١١.
(٢) انظر معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٢٩.
(٣) أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في هذه الآية قال : كانت تكون ديون لأصحاب محمد عليهم ، فقالوا : ليس علينا سبيل في أموال أصحاب محمد إن أمسكناها ، وهم أهل الكتاب أمروا أن يؤدّوا إلى كل مسلم عهده.