قيل : إنّ (كان) هذه تامة. أي : حدثتم خير أمة. وقيل : إنّ (كُنْتُمْ) و «أنتم» سواء ، ودخول «كان» وخروجها بمنزلة «ألا». يفيد من تأكيد وقوع الأمر بمنزلة ما قد كان في الحقيقة.
(إِلَّا أَذىً). (١١١)
إلا كلاما مؤذيا. (بِحَبْلٍ) بعهد.
(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ). (١١٣)
لمّا أسلم عبد الله بن سلام وجماعة معه قالوا : لم يسلم إلا شرارنا (١). والضمير في (لَيْسُوا) يعود على أهل الكتاب ؛ لتقدم ذكرهم.
وعن أبي عبيدة إنّه على «أكلوني البراغيث» (٢).
(فَلَنْ يُكْفَرُوهُ). (١١٥)
لا يستر عنكم ثوابه. سمي منع الثواب على المجاز كفرا. كما سمي ثواب الله شكرا فقيل : الله شاكر.
(صِرٌّ). (١١٧)
__________________
(١) أخرج ابن إسحق والطبراني والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس : لمّا أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود معهم ، فآمنوا وصدّقوا رغبوا في الإسلام قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم : ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا ، ولو كانوا خيارنا ما تركوا دينهم وذهبوا إلى غيره ، فأنزل الله في ذلك : (لَيْسُوا سَواءً) إلى قوله : (وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ). راجع الدر المنثور ٢ / ٢٩٦ ؛ وتفسير الطبري ٤ / ٣٥.
(٢) أي : ارتفاع «أمة» ب «ليسوا» ، وقال النحاس : وهذا غلط لأنه قد تقدّم ذكرهم. و «أكلوني البراغيث» لم يتقدم لهن ذكر ، وقال : تمّ الكلام على «ليسوا سواء» و : (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ) ابتداء. راجع إعراب القرآن ١ / ٣٥٨ ؛ ومجاز القرآن ١ / ١٠٢.