أي : سوّموا وأعلموا ، وكانت سومتهم عمائم بيض (١) ، وسومة خيلهم الأصواف الخضر في نواصيها.
(إِلَّا بُشْرى لَكُمْ). (١٢٦)
أي : دلالة على أنكم على الحق.
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا). (١٢٧)
في يوم بدر ، قتلت صناديد الكفر وقادة الضلال.
(أَوْ يَكْبِتَهُمْ).
يخزيهم. وقيل : يصرعهم على وجوههم.
(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ). (١٢٨)
حتى يتوب عليهم ، أو : إلا أن يتوب عليهم. والأحسن أنه عطف على (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) ، ليبقى اللفظ على وضعه ، ثم يكون : «ليس لك من الأمر شيء» اعتراضا.
(أَضْعافاً مُضاعَفَةً). (١٣٠)
كلما جاء أجله أجّلوه ثانيا ، وزادوا على الأصل (٢) ، والفضل ربا.
__________________
(١) أخرج ابن إسحق والطبراني عن ابن عباس قال : كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا ، قد أرسلوها في ظهورهم. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمير بن إسحق قال : إنّ أول ما كان الصوف ليوم بدر قال رسول الله : تسوّموا فإنّ الملائكة قد تسوّمت فهو أول يوم وضع الصوف. ـ وأخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : مُسَوِّمِينَ؟ قال : الملائكة عليهم عمائم بيض مسومة ، فتلك سيما الملائكة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر يقول :
ولقد حميت الخيل تحمل شكّة |
|
جرداء صافية الأديم مسوّمه |
(٢) أخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال : كانت ثقيف تداين بني المغيرة في الجاهلية ، فإذا حلّ الأجل قالوا : نزيدكم وتؤخرون عنا ، فنزلت : (لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً). انظر الدر المنثور ٣ / ٣١٠ ، وتفسير الطبري ٤ / ٩٠.