(وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ). (١٣٣)
أي : إذا بسط وضم بعضها إلى بعض.
وقيل للنبي عليه الصلاة والسّلام : إذا كانت الجنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟
فقال : سبحان الله! إذا جاء النهار فأين الليل؟ (١).
وتعسّف ابن بحر في تأويلها فقال : عرضها : ثمنها لو جاز بيعها ، من المعاوضة ، في عقود البياعات.
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ). (١٣٤)
خصّهما بالذكر ؛ لأنّهما داعيتا البخل ، وحب المال يكون في حالتين : عند كثرته منافسة فيه. أو عند قلّته حاجة إليه. الأول مثل قول الشاعر :
٢٥١ ـ إذ البقل في أصلاب شول ابن مسهر |
|
نما لم يزدها البقل إلا تكرّما |
٢٥٢ ـ إذا أخذت شول البخيل رماحها |
|
دحا برماح الشّول حتّى تحطّما (٢) |
والثاني في مثل قول أبي محجن :
__________________
(١) الحديث أخرجه ابن جرير ٤ / ٩٢ عن التنوخي رسول هرقل قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكتاب هرقل وفيه : إنك كتبت تدعوني إلى (جنّة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتّقين) فأين النّار؟ فقال رسول الله : سبحان الله! فأين الليل إذا جاء النهار؟ وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله فقال : أرأيت قوله : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) فأين النار؟ قال : أرأيت الليل إذا لبس كلّ شيء فأين النهار؟ قال : حيث شاء الله قال : فكذلك حيث شاء الله». انظر الدر المنثور ٣ / ٣١٥ ؛ والمستدرك ١ / ٣٦.
(٢) البيتان في أمالي المرتضى ٢ / ١١٨ من غير نسبة.