ولما كان محص الذنوب كمحق النفوس في النفاد والذهاب تطابقا في الذكر وتوازنا.
(وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ). (١٤٢)
معناه : حدوث معلوم لا حدوث علم.
(وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
نصب «ويعلم» على الصرف عن العطف ؛ إذ ليس المعنى نفي الثاني حتى يكون عطفا على نفي الأول ، وإنما هو على منع اجتماع الثاني والأول كما في قول المتوكل الليثي :
٢٥٥ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
٢٥٦ ـ وأقم لمن صافيت وجها واحدا |
|
وخليقة إنّ الكريم قؤوم (١) |
(تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ). (١٤٣)
غاب رجال عن بدر فتمنوا الشهادة ، ثم تولوا في أحد (٢).
(وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ). (١٤٤)
أشيع موته عليهالسلام يوم أحد ، وقالوا : لو كان نبيا ما مات.
(وَكَأَيِّنْ). (١٤٦)
__________________
(١) البيتان قيل : للمتوكل الليثي ، وقيل : لأبي الأسود الديلي. والأول في ديوان المتوكل ص ٢٨٤ ولم يذكر فيه الثاني. وهو كذلك في ديوان أبي الأسود ، وذكر القصيدة كلها ، ولم يذكر البيت الثاني فيها. راجع ديوانه ص ١٢٨. والبيتان في الحماسة البصرية مع أبيات أخر ٢ / ١٥.
(٢) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال : غاب رجال عن بدر ، فكانوا يتمنون مثل بدر أن يلقوه فيصيبوا من الأجر والخير ما أصاب أهل بدل ، فلمّا كان يوم أحد ولّى من ولّى فعاتبهم الله على ذلك. انظر تفسير ابن جرير ٤ / ١٠٩ ، والدر المنثور ٢ / ٣٣٤.