وإنما يريد إبعادهم في السير بسبب عزّهم ، حتى جاوزوا بلادهم في طلب الحطب آمنين.
ولأنها نزلت في قوم من المسلمين استبطنوا الشعب آخذين طريق مكة ورسول الله فوقهم في الجبل يدعونهم فلا يجيبونه (١).
(غَمًّا بِغَمٍّ).
أي : على غم ، كقولك : نزلت ببني فلان ، أي : عليهم.
والغمّ الأول بما نيل منهم ، والثاني بما أرجف من قتل الرسول.
(وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ). (١٥٤)
أي : المنافقون حضروا للغنيمة ، وظنّوا ظنا جاهليا أنّ الله لا يبتلي المؤمنين بالتمحيص والشهادة.
(إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ).
نصب «كلّه» على التأكيد لأمر ، أي : إنّ الأمر أجمع ، ويجوز على الصفة ، أي : الأمر جميعه ، ويجوز على البدل من الأمر ، أي : إنّ كلّ الأمر لله.
ورفع «كلّه» (٢) على أنه مبتدأ ، و «لله» خبره ، والجملة من المبتدأ وخبره خبر إنّ.
(غُزًّى). (١٥٦)
جمع غاز ، كشاهد وشهّد ، وعائد وعوّد.
(وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ). (١٥٨)
__________________
(١) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله : (إِذْ تُصْعِدُونَ) الآية. قال : ذاكم يوم أحد صعدوا في الوادي فرارا ونبيّ الله يدعوهم في أخراهم : إليّ عباد الله ، إليّ عباد الله. انظر تفسير الطبري ٤ / ٨٣٣ والدر المنثور ٢ / ٣٥٠.
(٢) قرأ بالرفع أبو عمرو ويعقوب. الإتحاف ص ١٨٠.