اللام الأولى حلف من أنفسهم ، والثانية جواب ، كأنه والله إن متم لتحشرون.
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ).
أي : فبأي رحمة من الله؟ تعظيما للنعمة عليه فيما أعانه من اللين لهم في ذلك المقام. ولو غلظ عليهم إذ ذاك لا نفضوا عنه هيبة وخوفا ، فيطمع العدوّ فيه.
(فَظًّا). (١٥٩)
الفظ : الجافي الغليظ ، ومنه الافتظاظ : لشرب ماء الكرش ، لجفائه على الطبع.
قال :
٢٦٠ ـ وإني فتى صبر على الأين والوجى |
|
إذا اعتصروا للّوح ماء فظاظها |
٢٦١ ـ إذا ضربوها ساعة بدمائها |
|
وحلّ عن الكوماء عقد شظاظها (١) |
وقال الفرزدق :
٢٦٢ ـ أمسكين أبكى الله عينك إنّما |
|
جرى في ضلال دمعها إذ تحدّرا |
٢٦٣ ـ بكيت امرأ فظّا غليظا مبغّضا |
|
ككسرى على عدّانه أو كقيصرا (٢) |
__________________
(١) البيتان لإبراهيم بن عبد الله النجيرمي ، أبو إسحق النحوي اللغوي ، كان مقامه بمصر وكان يجالس كافور الإخشيدي وترجمته مع الأبيات في معجم الأدباء ١ / ٢٠١ ، والأين : التعب ، والوجى : التعب الشديد ، واللوح : العطش ، والفظاط : ماء الكرش ، وعقد شظاظها : خشبة عقفاء تدخل في عروتي الجوالق. وفي المخطوطة بعض التصحيف.
(٢) البيتان للفرزدق يهجو مسكين بن عامر ، وكان رثى زياد بن أبيه. وفي المخطوطة [عداته] وهو تصحيف. والعدان : الزمان ، على عدانه : أي : على زمانه. راجع ديوان الفرزدق ١ / ٢٠١. وفي الديوان : [أتبكي أمرا من أهل ميسان كافرا]. والثاني في لسان العرب مادة : عدن ١٣ / ٢٧٩.