(أَنْ يَغُلَّ). (١٦١)
أن يخون ، وأن يغلّ (١) : يخان.
وقيل : أن يوجد غالا. كقولك : أجبنته وأبخلته ، وقيل : أن يقال له : غللت.
من قولك : أكذبته وأكفرته.
(وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ).
أي : حاملا خيانته على ظهره ، وقيل : إنه لا يكفّره إلا ردّه على صاحبه.
(هُمْ دَرَجاتٌ). (١٦٣)
أي : مراتب أهل الثواب والعقاب ، النار دركات ، والجنة درجات.
وفي الحديث : «إنّ أهل الجنّة ليرون أهل عليّين كما يرى النجم في السّماء» (٢).
__________________
(١) قرأ يَغُلَّ بفتح الياء وضم الغين ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ، أي : لا يصح أن يقع من نبيّ غلول ألبتة. وقرأ الباقي بضم الياء وفتح الغين مبنيا للمفعول ، أي : ما صحّ لنبيّ أن يخونه غيره ، فهو نفي في معنى النهي. وأخرج أبو داود والترمذي وحسّنه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر ، فقال بعض الناس : لعلّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذها ، فأنزل الله : (وَما كانَ). الآية. انظر أبا داود ٣٩٧١ ؛ والترمذي ٣٠١٢. وأخرج الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال : بعث النبي صلىاللهعليهوسلم جيشا فردت رايته ، ثم بعث فردّت بغلول رأس غزالة من ذهب ، فنزلت (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ).
(٢) الحديث في نهاية ابن الأثير بلفظ : «إنّ أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما ترون الكوكب الدريّ في أفق السماء» ٣ / ٢٩٤. والحديث أخرجه أبو داود برقم (٣٩٨٧) ؛ والترمذي (٣٦٥٩) ، وابن ماجه ١ / ٣٧ ، وفيه زيادة : «وإنّ أبا بكر وعمر منهم وأنعما». راجع شرح السنة ١٤ / ١٠٠ ؛ وعارضة الأحوذي ١٣ / ١٢٧.