ولما اختلفت أعمالهم جعلت كاختلاف الذوات في تفاوت الدرجات كقول ابن هرمة :
٢٦٤ ـ أنصب للمنيّة تعتريهم |
|
رجالي أم هم درج السّيول (١) |
(قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها). (١٦٥)
كان يوم أحد قتل سبعون من المسلمين ، وقد قتلوا يوم بدر سبعين من المشركين وأسروا سبعين.
(أَوِ ادْفَعُوا). (١٦٧)
أي : بتكثير السواد وإن لم يقاتلوا.
(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ).
فإن قيل : معلوم أنّ القول لا يكون إلا بالأفواه؟ قلنا : إنّ القول يحتمل باللسان وبالقلب ، فيكون بمعنى الظن والاعتقاد ، قال توبة :
٢٦٥ ـ ألا يا صفي النفس كيف تقولها |
|
لو أنّ طريدا خائفا يستجيرها |
٢٦٦ ـ يخبّر إن شطت بها غربة النوى |
|
ستنقم ليلى أو يفكّ أسيرها (٢) |
(وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ). (١٧٠)
يطلبون السرور في البشارة بمن يقدم عليهم من إخوانهم ، كما يبشر بقدوم الغائب أهله.
(الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ). (١٧٣)
__________________
(١) البيت في ديوان ابن هرمة ص ٩٤ ؛ وهو من شواهد سيبويه ١ / ٢٠٦ ؛ وشرح الأبيات للسيرافي ١ / ٢٨٤ ؛ ولسان العرب مادة : درج ، يبكي أهله ويقول : أجعلتهم المنية غرضا لهم ترميهم! والنصب : ما نصبته لترميه ، ودرج نصب على الظرفية.
(٢) البيتان لتوبة بن الحميري ، وهما في المدخل للحدادي ص ٢٩٧ ، وأمالي المرتضى ١ / ٣٦٣.