هو نعيم بن مسعود الأشجعي حين ضمن له أبو سفيان مالا ليجبّن المسلمين ويثبطهم حتى يكون التأخر من المسلمين لا منه (١).
وإقامة الواحد مقام الجمع إمّا لتفخيم الأمر ؛ وإمّا لابتداء القول أو العمل كما إذا انتظرت قوما ، فجاء واحد منهم قلت : جاء الناس.
(يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ). (١٧٥)
أي : يخوّفكم أولياءه ، أو يخوّف بأوليائه ، كقوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً)(٢).
(أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ). (١٧٨)
وقع موقع المفعولين لقوله :
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا).
وهذا كقولك : حسبت أنّ زيدا قائم ، فإنه في حكم المفعولين ، لأنه حديث ومحدّث عنه.
والإمالة : إطالة المدة ، والملاوة : الدهر.
(لِيَزْدادُوا إِثْماً).
أي : لتكون عاقبة أمرهم ازدياد الإثم.
(وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ). (١٧٩)
__________________
(١) أخرج ابن جرير ٤ / ١٨٠ عن السدي قال : لما ندم أبو سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وقالوا : ارجعوا فاستأصلوهم ، فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا ، فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا ، فقالوا له : إن لقيت محمدا وأصحابه فأخبرهم أنّا قد جمعنا لهم. فأخبر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد ، فلحقوا الأعرابي في الطريق فأخبرهم الخبر فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل.
(٢) سورة الكهف : آية ٢.