(وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ). (٤٦)
كانوا يقولون ذلك على أنا نريد ألا تسمع ما تكره ، وقصدهم : الدعاء بالصمم ، أي : اسمع لا سمعت.
(وَراعِنا).
كلمة شتم عندهم ، ويظهرون أنهم يريدون : أرعنا سمعك ، فذلك الليّ والتحريف.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها). (٤٧)
أي : نمحو آثارها حتى تصير كالأفقاء بجعل عيونها في أقفائها ، فيسمى القهقرى ، وفي معناه :
٢٨٨ ـ ألفيتا عيناك عند القفا |
|
أولى فأولى لك ذا واقيه (١) |
وقال آخر :
٢٨٩ ـ وتركض والعينان في نقرة القفا |
|
من الذعر لا تلوي على متخلّف (٢) |
(لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً). (٥٣)
ومثله الفتيل (٣) : القشرة التي في بطن النواة ، والنقير : للنقرة التي في ظهرها.
ـ وقيل : الفتيل : ما يفتل بالإصبعين من وسخها ، والنقير ما ينقر بالإصبع كنقر الدينار ونحوه.
ويشهد للقولين قول كثّير :
__________________
(١) البيت لعمرو بن ملقط ، وهو جاهلي. والبيت في الصاحبي ص ١٤٨ ؛ وتأويل مشكل القرآن ص ٥٤٩ ؛ والحماسة البصرية ١ / ٨٨ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٦٢ ؛ وأمالي ابن الشجري ١ / ١١٦ ؛ ومغني اللبيب رقم ٦٩١ ؛ وكتاب المعاني الكبير ٢ / ٨٩٩ ؛ والمجمل ١ / ٤٨٣ ، وقال محققه : لم أقف على قائله.
(٢) البيت في كتاب المعاني الكبير ٢ / ٨٩٩ من غير نسبة. أي : أنت منهزم فعيناك في نقرة قفاك.
(٣) يريد قوله تعالى : «ولا يظلمون فتيلا» النساء : ٤٩.