أي : لحاء شجر الحرم تعوذا ، فأقر الله هذا على الإسلام ، وأمر أن لا يحلوا من تقلّد به (١).
وقيل : على عكس هذا ، أي : منع التقلّد به وأمر أن لا تحلوا القلائد لئلا يتشذب (٢) شجر الحرم.
(وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ).
أي : ولا تحلّوا البيت ، أي : ولا تحلّوا قاصدي البيت.
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ).
لا يحملنّكم ، وقيل : لا يكسبنّكم (٣) ، وجريمة القوم : كاسبهم (٤).
__________________
ـ من لحاء شجر الحرم مضفّرا. راجع ديوان الهذليين ٣ / ١٨ ـ ١٩. وفي المخطوطة [جدّ] و [المعصفر] وكلاهما تصحيف ، والثاني في اللسان مادة حرج ٢ / ٢٣٦ ؛ والعقد الفريد ٦ / ٨٣.
(١) قال ابن عباس : آيتان نسختا من المائدة : آية القلائد ، وقوله : (فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ). فأما القلائد فنسخها الأمر بقتل المشركين حيث كانوا ، وفي أي شهر كانوا. وأما الأخرى فنسخها قوله تعالى : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ). راجع تفسير القرطبي ٦ / ٤٠. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله : (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) ، قال : القلائد : اللحاء في رقاب الناس أمانا لهم. والصفا والمروة والهدي والبدن كل هذا من شعائر الله ، قال أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم : هذا كله من عمل الجاهلية فعله وإقامته ، فحرم الله ذلك كله بالإسلام إلا اللحاء القلائد ترك ذلك. ـ وأخرج عبد بن حميد عن عطاء في الآية قال : أما القلائد فإن أهل الجاهلية كانوا ينزعون من لحاء السمر ، فيتخذون منها قلائد يأمنون بها في الناس ، فنهى الله عن ذلك أن ينزع من شجر الحرم.
(٢) الشّذب : القشور ، وشذّب الشجرة : قشرها. اللسان : شذب.
(٣) وفي المخطوطة : (لا يلبسنكم) وهو تصحيف ظاهر ، وهذا قول أبي عبيدة والفراء.
(٤) يقال : فلان جريمة أهله : أي كاسبهم ، فالجريمة والجارم بمعنى الكاسب ، وأجرم فلان اكتسب الإثم. راجع القرطبي ٦ / ٤٥.