(صَيْدُ الْبَحْرِ). (٩٦)
وهو الطري.
(وَطَعامُهُ).
المالح (١).
(قِياماً لِلنَّاسِ). (٩٧)
عمادا وقواما ، قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، والمراد : ما في المناسك من منافع الدين ، وما في الحج من معايش قريش وأهل مكة ، وما في الحرم والشهر الحرام وسوق الهدي ، والتقليد من أمنة الخائفين.
(ذلِكَ لِتَعْلَمُوا).
أي : لتعلموا أنّ من علم أموركم قبل خلقكم وما يجري من التفاسد والتعاور بينكم ، فجعل لكم حرما يؤمّن اللاجىء إليه ، ويقيم معيشة الثاوي فيه بالمتاجر المربحة والمواسم الجامعة ، ويقود العبد من نيل الرضى والفوز بالمغفرة ، ويؤلف الحال في القرب المختلفة ، وما يختص بتلك المواقف الشريفة ، هو الذي يعلم ما في السموات والأرض ولا يضيع عملا ولا يخيّب أملا.
(ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ) (١٠٣)
__________________
(١) أخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ) ، قال : ما لفظه ميتا فهو طعامه. انظر تفسير الطبري ٧ / ٦٩ ، ويروى موقوفا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة أنّ أبا بكر الصديق قال في قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ) ، قال : صيد البحر ما تصطاده أيدينا ، وطعامه ما لاثه البحر. وفي لفظ : طعامه كل ما فيه. وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال : صيده الطري ، وطعامه المالح للمسافر والمقيم.