ـ البحيرة (١) : المشقوقة الأذن كما قال (٢) :
٣٤٦ ـ وأمسى فيكم عمران يمشي |
|
يزين كأنّه جمل بحير |
٣٤٧ ـ يروح بدار مضيعة ويغدو |
|
سليبا ليس في يده نقير |
وإنما البحيرة للجاهلية : هي الناقة نتجت خمسة أبطن فإن كان آخرها سقبا ، أي : ذكرا أكلوه وبحروا أذن النّاقة ، وخلوها ترعى لا تحلب ولا تركب ، وإن كانت الخامسة أنثى صنعوا بها هذا الصنيع دون أمها.
والسائبة : الإبل تسيّب بنذر أو بلوغ راكبها عليها حاجة في نفسها كما قال ابن رواحة :
٣٤٨ ـ إذا بلّغتني وحملت ظهري |
|
مسيرة أربع دون الحساء |
٣٤٩ ـ فشأنك فانعمي وخلاك ذم |
|
ولا أرجع إلى أهلي ورائي (٣) |
والوصيلة : الشاة ولدت سبعة أبطن ، فإن كان ذكرا وأنثى قالوا : وصلت أخاها.
__________________
(١) أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إني لأعرف أول من سيّب السوائب ونصب النصب ، وأول من غيّر دين إبراهيم. قالوا : من هو يا رسول الله؟ قال : عمرو بن لحي أخو بني كعب لقد رأيته يجر قصبه في النار ، يؤذي أهل النار ريح قصبه. وإني لأعرف من بحر البحائر. قالوا : من هو يا رسول الله؟ قال : رجل من بني مدلج ، كانت له ناقتان فجدع آذانهما وحرم ألبانهما وظهورهما وقال : هاتان لله ، ثم احتاج إليهما فشرب ألبانهما وركب ظهورهما. قال : فلقد رأيته في النار وهما يقضمانه بأفواههما ويطآنه بأخفافهما.
(٢) البيتان للأبيرد الرياحي ، والأول في تفسير الماوردي ١ / ٤٩١.
(٣) البيتان في إصلاح الغلط في غريب الحديث لابن قتيبة مخطوطة ص ٨ ، وغريب الحديث ١ / ٦٨ وفيه [فزادك أنعم] بدل [فشأنك] وهما في الكامل لابن الأثير ٢ / ٢٣٦ ؛ واللسان مادة خلا وحسا ؛ والكامل للمبرد ١ / ٧٦. والحساء : موضع.