وقيل : بل المفعول الوصية ، وهم أهل الميت أيضا ، فهذه زبدة تفسير الآية على إشكالها.
وأمّا إعرابها. فارتفاع «شهادة بينكم» بالابتداء ، وخبره «اثنان ذوا عدل» واتسع في «بين» ـ وإن كان ظرفا ـ فأضيف إليه المصدر ، كما اتسع في قوله : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ)(١).
وقيل : بل يقدّره على حذف في أوله ، أي : كتب عليكم إن شهد منكم اثنان ، والأوليان : ارتفاعه على الابتداء ـ وإن أخّره ـ ، وتقديره : فالأوليان بالميت آخران من أهله يقومان مقام الخائنين اللذين عثر على خيانتهما ، ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف ، كأنه : فآخران يقومان مقامهما الأوليان.
ـ أو يكون بدلا من الضمير الذي في «يقومان». كأنه : فيقوم الأوليان ، وبدل المعرفة من النكرة جائز. وإن كانت لا تجوز.
وقال الأخفش : الأوليان صفة لقوله : (فَآخَرانِ) ، والأوليان معرفة ، وآخران نكرة ، ولكنه جاز ذلك لأن النكرة الموصوفة تقارب المعرفة ، وهذه النكرة موصوفة بقوله : (يَقُومانِ مَقامَهُما)(٢).
(قالُوا لا عِلْمَ لَنا). (١٠٩)
أي : بباطن أمورهم الذي وقع عليه المجازاة ، بدليل قوله :
(إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).
وقيل : إنّ ذلك لذهولهم عن الجواب لشدة ذلك اليوم المهول.
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ). (١١١)
ألهمتهم ، وقيل : ألقيت إليهم.
__________________
(١) سورة الأنعام : آية ٩٤.
(٢) انظر معاني القرآن للأخفش ١ / ٢٦٦.