(لَجَعَلْناهُ رَجُلاً). (٩)
لأنّ الجنس إلى الجنس أميل ، وبه آنس ، وعنه يفهم.
قال الجاحظ : من لطيف صنع الله أن فطر المعلمين على وزان عقول الصبيان ، وإلا لم يكن إلى تأليف الأمر بينهما سبيل.
وسمع عبد الملك بن مروان كلاما مختلطا فقال : كلام مجنون ، أو مناغاة صبي.
وقال صلىاللهعليهوسلم : [من كان له صبيّ فليتصبّ له](١) ، أي : ليكلّمه كلام الصبيان المستأنس والمقارب.
وفي معناه :
٣٥١ ـ وأنزلني طول النوى دار غربة |
|
إذا شئت لاقيت امرأ لا أشاكله |
٣٥٢ ـ أحامقه حتى يقال : سجيّة |
|
ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله (٢) |
(وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ).
أي : إذا جعلناه رجلا شبّهنا عليهم وشككنا بهم ، كما يشبهون على أنفسهم.
واللبس : الشك. قالت الخنساء :
٣٥٣ ـ ترى الجليس يقول الحقّ يحسبه |
|
رشدا وهيهات فانظر ما به التبسا |
__________________
(١) الحديث أخرجه ابن عساكر والديلمي ، وفيه محمد بن عاصم ، قال الذهبي في الضعفاء : مجهول ، وبيّض له أبو حاتم. راجع أسباب ورود الحديث ٣ / ٢٣١.
(٢) في المخطوطة : [إذا سيئت] بدل [إذا شئت] وهو تصحيف. والبيتان ذكرهما ابن قتيبة في عيون الأخبار ، ولم بنسبهما ، ٣ / ٢٤ ؛ والبيان والتبيين ٤ / ٨٩ ؛ ومعجم الأدباء ٢ / ١٧٨ ، وهما لعمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وكان الشافعي يتمثل بهما ، وبعضهم ينسبهما للشافعي ، والأول أصح. وهما في ديوان الشافعي ، ص ٧٣.