أي : ينهون الناس عن متابعة الرسول ، ويبعدون عنه بأنفسهم.
وقيل : إنه أبو طالب ، ينهاهم عن أذى الرسول ، ثم يبعد عن الإيمان به (١).
(وَلا نُكَذِّبَ)(٢) (٢٧).
بالرفع عطفا على «نردّ» وهو مرفوع بخبر ليت ، فالردّ وترك التكذيب دخلا في التمني. ويجوز الرفع على الاستئناف ، أي : بأنا لا نكذب.
(وَنَكُونَ).
ابتداء إخبار عن أنفسهم.
قال سيبويه : هذا كما تقول : دعني ولا أعود. أي : وأنا لا أعود (٣).
(ما كانُوا يُخْفُونَ). (٢٨)
يجدونه خافيا. وقيل : بدا للأتباع ما علماؤهم يخفونه عنهم.
(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ). (٣٣)
جاء على مثال : ما كذّبك فلان وإنما كذّبني (٤) ، وقيل : لا يجدونك كاذبا ، كقولك : عدّلته وفسّقته.
__________________
(١) أخرج الفريابي وعبد الرزاق والطبراني والحاكم وصححه ٢ / ٣١٥ عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويتباعد عما جاء به.
(٢) قرأ حمزة وحفص ويعقوب بالنصب في [ولا نكذب ونكون] مع إضمار أن بعد واو المعية في جواب التمني ، وقرأ ابن عامر برفع الأول ونصب الثاني ، والباقون برفعهما عطفا على نرّد. راجع الإتحاف ص ٢٠٦.
(٣) انظر الكتاب لسيبويه ٣ / ٤٤.
(٤) أخرج الترمذي والحاكم وصححه ٢ / ٣١٥ والضياء في المختارة عن عليّ قال. قال أبو جهل للنبي صلىاللهعليهوسلم إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به ، فأنزل الله : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ). وانظر عارضة الأحوذي ١١ / ١٨٦.