(فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ). (٣٥)
(نَفَقاً) : سربا (فِي الْأَرْضِ).
قال كعب بن زهير :
٣٥٦ ـ وما لكما منجىّ على الأرض فابغيا |
|
به نفقا أو في السّموات سلّما (١) |
(إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ). (٣٦)
أي : إنما يسمع الأحياء لا الأموات كما قال :
٣٥٧ ـ لقد أسمعت لو ناديت حيّا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي (٢) |
وفي معناه :
٣٥٨ ـ كأنّي أنادي ما يخافون رحلها |
|
وفي غرفه والدلو ناء قليبها (٣) |
(يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ). (٣٨)
قال بجناحيه لأنّ السمك طائر في الماء ولا جناح لها ، والمراد : ما في الأرض وما في الجو إذ لا حيوان غيرهما ، ولأن الطيران قد يكون بمعنى الإسراع ، كما قال سلمة بن خرشب :
٣٥٩ ـ فلو أنّها تجري على الأرض أدركت |
|
ولكنّها تهفو بتمثال طائر |
٣٦٠ ـ خداريّة فتخاء ألثق ريشها |
|
سحابة يوم ذي شآبيب ماطر (٤) |
(إِلَّا أُمَمٌ) جماعات (أَمْثالُكُمْ) في حاجات النفس.
__________________
(١) البيت في تفسير الماوردي ١ / ٥٢١ ؛ والبحر المحيط ٤ / ١١٤.
(٢) البيت لكثير وقد تقدم برقم ٧.
(٣) لم أجده.
(٤) البيتان من مفضليته ، وهما في المفضليات ص ١٧ ؛ وشرح المفضليات ١ / ١٦٩ ؛ والثاني في خزانة الأدب ٣ / ٢٦ ؛ والمجمل ٢ / ٢٧٨ ؛ والعقاب الخدارية : التي يضرب لونها إلى السواد والغبرة ، الفتخاء : اللينة الجناح.