وقيل : في اختلاف الصور والطبائع. وقيل : في الدلالة على الصانع ببديع الفطرة وعجيب الصنعة. وقيل : في الاحتيال للمعيشة. كما قال الأعرابي :
٣٦١ ـ سقى الله أرضا يعلم الضبّ أنّها |
|
بعيد من الآفات طيّبة البقل |
٣٦٢ ـ بنى بيته فيها على رأس كدية |
|
وكلّ امرىء في حرفة العيش ذو عقل (١) |
(ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ).
أي : اللوح المحفوظ من آجال الحيوان وأرزاقه وأحواله ، ليعلم الإنسان أنّ عمله أولى بالحفظ والإحصاء.
وقيل : إنّ (الْكِتابِ) القرآن ، فإنّ فيه كلّ شيء ، إمّا على الجملة ؛ وإمّا على التفصيل (٢).
(مُبْلِسُونَ). (٤٤)
الإبلاس : السكوت مع اكتئاب (٣). وقال الفرّاء : الإبلاس : التحير عند انقطاع الحجة (٤).
(دابِرُ الْقَوْمِ). (٤٥)
__________________
(١) البيتان في الحيوان للجاحظ ٢ / ٨٣ و ٦ / ٥٧ ؛ وربيع الأبرار ٤ / ٤٦٩ ؛ والوحشيات ص ٣١٣. وفي المخطوطة : كما قال الراعي ، وهو تصحيف.
(٢) أخرج ابن جرير ٧ / ١٨٩ عن أبي ذر قال : انتطحت شاتان عند النبي صلىاللهعليهوسلم فقال لي : يا أبا ذر أتدري فيما انتطحتا؟ قلت : لا. قال : لكن الله يدري ، وسيقضي بينهما ، قال أبو ذر : لقد تركنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما يقلّب طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما.
(٣) أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال إنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد بقوم بقاء أو نماء رزقهم القصد والعفاف ، وإذا أراد بقوم اقتطاعا فتح لهم أو فتح عليهم باب خيانة (حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
(٤) انظر معاني القرآن ١ / ٣٣٥.