ـ وقيل : إنّه يكون السرف بمعنى التقصير (١). قال جرير :
٣٩٤ ـ أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية |
|
ما في عطائهم منّ ولا سرف (٢) |
أي : تقصير.
(حَمُولَةً وَفَرْشاً). (١٤٢)
الحمولة : كبار الإبل التي تحمل عليها. والفرش : صغارها التي لا تحمل عليها.
وعن ابن عباس : إنّ الفرش الغنم وما يؤكل من الراتعة.
وفسّر أبو عبيدة قول الهذلي :
٣٩٥ ـ ولله فتخاء الجناحين لقوة |
|
توسّد فرخيها لحوم الأرانب |
٣٩٦ ـ كأنّ قلوب الطير في جوف وكرها |
|
نوى القسب يرمى عند بعض المآرب (٣) |
وقال : توسد فرخيها : تفرشها ، كقوله تعالى : (حَمُولَةً وَفَرْشاً) ، أي : جعل اللحوم المأكولة وسادة كما جعلها الله فرشا. وهذا معنى غريب رغيب ، ونظر بديع بعيد.
__________________
(١) السرف يكون بمعنى الإغفال. والتقصير ينتج عن الإغفال ، قال الصاغاني : وقد سرفت الشيء : إذا أغفلته وجهلته. وحكي عن بعض الأعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا فأخلفهم ؛ فقيل له في ذلك فقال : مررت بكم فسرفتكم. أي : أغفلتكم.
(٢) البيت في ديوانه ص ١٧٤ ، وفي تفسير القرطبي ٧ / ١١١ ؛ ومجمل اللغة ٢ / ٤٩٣ ؛ والعباب مادة : سرف.
(٣) البيتان لصخر الغي الهذلي وقوله فتخاء الجناحين : أي لينة مفصل الجناح. اللقوة : المتلقفة إذا أرادت شيئا تلقفته. والقسب : التمر اليابس ، ونواة القسب أصلب من غيرها. وإنما يريد كثرتها. راجع ديوان الهذليين ٢ / ٢٥ ، والثاني في المذكر والمؤنث لابن الأنباري ص ٤٣٤. ولم يعرفه المحقق.