ولأنّهم كما يتنعمون بالفرش والوسائد كذلك بالأطايب من المطاعم.
وتلاحظت المعاني فترادفت الألفاظ ، ألا ترى إلى قولهم : ما بها دبيج (١) وتناسل عليها الوشاء (٢) وإنما يريدون بالدبيج الحي الحلول ، وبالوشاء : الماشية السارحة.
وبها تعمر الديار ، تحسن وتطيب الآثار ، وأحدها فعيل من الديباج ، والآخر فعال من الوشي. وكذلك قالوا لأنفس أموالهم : ناقة وجمل ، والناقة : فعلة من : تنوق الشيء وتخيّره وأجوده ، والجمل : فعل من الجمال ، كما قال الله تعالى : (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ).(٣)
ومن معناه يقول القائل :
٣٩٧ ـ جمال معيشة المثري |
|
جمال تدمن الحركه |
٣٩٨ ـ إذا أنيخت بباب فتى |
|
أناخت حولها البركه (٤) |
(ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ). (١٤٣)
أنشأ الأنعام ثمانية أزواج من أربعة أصناف ، من كل صنف اثنين ذكر وأنثى. فذكر الضأن والمعز والبقر والغنم في التي تليها.
__________________
(١) في المخطوطة : ذبيح ، وهو تصحيف. قال الزمخشري : ومن المجاز : ما في الدار دبيج ، فعيل من دبج ، لأن الإنس يزينون الديار ، دبجها : زيّنها.
(٢) قال في أساس البلاغة : وشت الماشية : فشت وكثرت. قال ابن فارس : والواشية : الكثيرة الولد ، ويقال ذلك لكل ما تلد ، والرجل واش ، والوشي : الكثرة ووشى بنو فلان : كثروا. وما وشت هذه الماشية عندي ، أي : ما ولدت. راجع المجمل ٤ / ٩٢٦.
(٣) سورة النحل : آية ٦.
(٤) البيتان في بصائر ذوي التمييز ٢ / ٣٩٦ ؛ والتمثيل والمحاضرة دون نسبة ص ١٩٦. وفيهما التاني أي : الزارع ، بدل [المثري].