(كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ). (٢٩)
ما معناه فيه أقوال : كما خلقكم ولم تكونوا شيئا كذلك يعيدكم أحياء.
وقال ابن عباس : كما بدأكم فمنكم شقي وسعيد كذلك تبعثون.
قال عليه الصلاة والسّلام : «تبعث كلّ نفس على ما كانت عليه» (١).
قال قتادة : كما بدأكم من التراب تعودون إليه. (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ).(٢)
وفي معناه قيل :
٤١٠ ـ خلقت من التراب فصرت شخصا |
|
ينادي بالفصيح من الخطاب |
٤١١ ـ وعدت إلى التراب فصرت فيه |
|
كأنّك ما برحت من التراب (٣) |
(خالِصَةً). (٣٢)
نصب على الحال. والعامل فيه اللام ، أي : وهي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها يوم القيامة. والحال يقتضي المصاحبة. وكونها لهم يوم القيامة مصاحب لكونها لهم في الدنيا. إنهما داران لا فاصل بينهما.
(يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ). (٣٧)
أي : ما سبق لهم الكتاب به من العذاب (٤). وقيل : ما كتب لهم من
__________________
(١) الحديث أخرجه مسلم عن جابر بلفظ [من مات على شيء بعثه الله عليه] وعنه أيضا : [يبعث كل عبد على ما مات عليه ، المؤمن على إيمانه والكافر على كفره] أخرجه البغوي ؛ ومسلم دون [المؤمن على إيمانه ..] راجع شرح السنة ١٤ / ٤٠١ ـ ٤٠٢ ؛ وصحيح مسلم رقم (٢٨٧٨).
(٢) سورة طه : آية ٥٥.
(٣) البيتان في سمير المؤمنين ص ٤٤.
(٤) وهو قول أبي صالح. رواه عنه ابن أبي شيبة ، وابن جرير ٨ / ١٦٩.