الله بالأعراف لم يدخلوا الجنة ولا النار ، وهم يطمعون ويخافون (١) كما قيل في معناه :
٤١٢ ـ فكأنّي بين الوصال وبين ال |
|
هجر ممّن مقامه الأعراف |
٤١٣ ـ في محل بين الجنان وبين الن |
|
ار أرجو طورا وطورا أخاف (٢) |
(بِسِيماهُمْ). (٤٨)
بعلامتهم في نضرة الوجوه وغبرتها ، والسيما للإنسان كالسمة للأنعام.
قال :
٤١٤ ـ وأصبح أخداني كأنّ عليهم |
|
ملاء العراق والثّغام المنزّعا |
٤١٥ ـ يبيّنهم ذو اللبّ حتى يراهم |
|
بسيماهم بيضا لحاهم وأصلعا (٣) |
(يَطْلُبُهُ حَثِيثاً). (٥٤)
(يَطْلُبُهُ) : يجوز حالا من النهار ـ وإن كان مفعولا ـ كقولك : ضربت هند زيدا مؤلمة له. فيكون «مؤلمة» حالا من هند ومن زيد أيضا ؛ لأنّ لكل واحد منهما في الحال ضميرا.
(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ). (٥٦)
حمل على المعنى ، إذ المعنى : إنعامه وثوابه ، وقيل : تقديره : مكان رحمة الله أو زمانه.
__________________
(١) أخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن أصحاب الأعراف؟ فقال : هم آخر من يفصل بينهم العباد ، فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد قال : أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار ولم تدخلوا الجنة ، فأنتم عتقائي ، فارعوا من الجنة حيث شئتم. انظر الدر المنثور ٣ / ٤٦٣ ، وتفسير الطبري ٨ / ١٩٠.
(٢) البيتان لمحمد بن أبي زرعة الدمشقي ، وهما في روضة المحبين ص ٣٢٧ ؛ وسمط اللآلىء ٣ / ٥١٧ ؛ والوساطة بين المتنبي وخصومه ص ٣٩٤
(٣) البيتان للأسود بن يعفر ، ويروى [صلعا] بدل [أصلعا] وهما في نوادر أبي زيد ٤٥١. والثاني في المنصف ٣ / ٤٤ ؛ والتكملة للفارسي ص ٢٨٢.