الله أشهدهم على انفسهم بما أبدع فيهم من دلائل التوحيد ، فأقروا بها أن الله ربّهم على وجه الدلالة والاعتبار ، وإن لم يفعلوا بالنطق والحوار.
(فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ). (١٧٥)
قال القتيبي : أتبعت الرجل : لحقته. وتبعته : سرت خلفه (١) ، فالمعنى : لحقه الشيطان فأغواه.
(أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ). (١٧٦)
سكن إليها ، ورضي بما عليها ، وأصل الإخلاد : اللزوم على الدوام.
يقال لمن لا يكاد يشيب أو يتغير : مخلد.
(فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ).
أي : في ذلته ومهانته كالكلب الذي ليس منه في الحالين إلا الجوع واللهاث. وكلّ شيء يلهث فإنما يلهث من تعب أو عطش. والكلب يلهث في كل حال.
(ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ). (١٧٩)
لام العاقبة كما مضى. إذ لم يخلق الله الخلق إلا للرحمة. ولكن لما كانت عاقبة المعتدين جهنم كان كأنه خلقهم لها (٢).
(بَلْ هُمْ أَضَلُّ).
هذا على المبالغة في التمثيل وعلى التحقيق ، لأنها لا تدع ما فيه صلاحها حتى النحلة والنملة.
__________________
(١) انظر تفسير غريب القرآن ص ١٧٤.
(٢) أخرج ابن جرير ٩ / ١٣١ وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ الله لما ذرأ لجهنم من ذرأ ، كان ولد الزنا ممن ذرأ الله لجهنم.