قال الأخفش : أي يسألونك عنها كأنك حفيّ بها ، فأخّر «عن» وحذف الجار والمجرور لدلالة (عليها). ألا ترى أنه إذا كان حفيا بها فإنه يسأل عنها ، كما أنه إذا سئل عنها فليس ذلك إلا لحفاوته بها. وإذا لم يكن بها حفيا لم يكن عنها مسؤولا. وكلّ واحد من حرف الجر دلّ عليه ما صحبه فساغ حذفه.
(إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي).
أي : علم وقتها. وقوله :
(إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ).
أي : علم وصفها وحالها. فلذلك كرّر.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ). (١٨٩)
أي : من آدم.
(وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها).
أي : جعل من كل نفس زوجها. كأنه : وجعل من النفس زوجها على طريق الجنس ، ليميل إليها ويألفها.
(فَلَمَّا تَغَشَّاها) أصابها.
(حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ).
أي : سعت به مستخفّة له إلى أن أثقلت.
(فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً).
أي : ولدا سويا صالح البنية. هذا هو التأويل الصحيح.
ومن حمل الآية على آدم وحواء قدّر في (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) حذفا.
أي : جعل ذريتهما كما تقول : فعلت تغلب ، أي : بنو تغلب. ولذلك قال :