رجع القهقرى ذليلا خاسئا.
(تَثْقَفَنَّهُمْ). (٥٧) (١)
تجدنّهم وأصله : لإدراك الشيء والأخذ منه. ومنه تثقيف السهام. قال العاملي :
٤٥٣ ـ وقصيدة قد بتّ أجمع بينها |
|
حتى أقوّم ميلها وسنادها |
٤٥٤ ـ نظر المثقّف في كعوب قناته |
|
حتى يقيم ثقافه منآدها (٢) |
(فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ).
نكّل بهم تنكيلا يشرّد غيرهم ويخوفهم.
(وَإِمَّا تَخافَنَ)(٣). (٥٨)
أي : إن خفت. ونحن ننكر (ما) أو غيرها تجيء زائدة في القرآن (٤).
__________________
(١) في المخطوطة : (يثقفنكم) وهو تصحيف.
(٢) البيتان لعدي بن الرقاع العاملي. وقوله سنادها. السناد : اختلاف الحروف والحركات المرعية قبل روي القافية ومنآدها : عوجها. راجع الشعر والشعراء ص ٤١٠. وهما في البيان والتبيين ٣ / ١٩٩ ؛ ومحاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني ١ / ٨٢.
(٣) قال الفارسي : جميع ما في القرآن من الشرط بعد (إما) مؤكد بالنون لمشابهة فعل الشرط بدخول (ما) للتأكيد لفعل القسم من جهة أنّ (ما) كاللام في القسم لما فيها من التأكيد.
(٤) قال ابن هشام : وينبغي أن يتجنب المعرب أن يقول في حرف في كتاب الله تعالى : إنّه زائد لأنّه يسبق إلى الأذهان أنّ الزائد هو الذي لا معنى له ، وكلام الله سبحانه منزّه عن ذلك. وقد وقع هذا الوهم للإمام فخر الدين الرازي فقال : والمحققون على أنّ المهمل لا يقع في كلام الله سبحانه ، فأمّا (ما) في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ) فيمكن أن تكون استفهامية للتعجب ، والتقدير : فبأي رحمة. انتهى. والزائد عند النحويين معناه : الذي لم يؤت به إلا لمجرد التقوية والتوكيد لا المهمل. ثم قال ـ أي ابن هشام ـ : وكثير من المتقدمين يسمون الزائد صلة ، وبعضهم يسميه مؤكدا وبعضهم يسميه لغوا ، لكن اجتناب هذه العبارة في التنزيل واجب. اه. راجع الإعراب عن قواعد الإعراب ص ١٠٨ ـ ١٠٩.