فالمعنى ههنا نقل الفعل من الماضي إلى المستقبل مع ما حدث من حسن اللفظ بالغنّة التي يحدثها اجتماع إن مع الميم.
(فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ). (٥٩)
فألق إليهم حديث الحرب.
(عَلى سَواءٍ).
على استواء في العلم منك ومنهم. وعن هذا كانت ألفاظ السواء والسواءى ، والعدل والوسط ، والقسط والقصد والنصف متقاربة المعاني.
(وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ). (٦٠)
بنو قريظة (١) ، وما قيل بنو قينقاع (٢).
(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ). (٦٣)
يعني الأوس والخزرج ، وكانوا يتفانون في الحروب.
(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى)(٣). (٦٧)
في أسارى بدر حين رأى النبي عليهالسلام فيهم الفداء بعد شورى
__________________
(١) وهذا قول مجاهد. رواه عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي شيبة وأبو الشيخ.
(٢) قال الله تعالى : (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ). قال القرطبي : ولا ينبغي أن يقال فيهم شيء. لأن الله سبحانه قال : (لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ) فكيف يدعي أحد علما بهم. إلا أن يصح حديث جاء في ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو قوله في هذه الآية : هم الجن. ثم قال رسول الله : «إن الشيطان لا يخبل أحدا في دار فيها فرس عتيق». اه. وهذا الحديث أسنده الحارث بن أبي أسامة ، وأبو يعلى والطبراني وابن منده وابن مردويه وابن عساكر. راجع تفسير القرطبي ٨ / ٣٨ ؛ والدر المنثور ٤ / ٩٧.
(٣) قرأ أبو عمرو ويعقوب تكون بالتاء.