ـ وفي معنى الآية قول الشماخ :
٤٨٣ ـ ولمّا رأيت الأمر عرش هوّية |
|
تسلّيت حاجات النفوس بشمّرا (١) |
ومثله :
٤٨٤ ـ ساقي عريجاء على أهوال |
|
إذا تتنزّى فوق عرش بال (٢) |
(رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ). (١١٠)
خيانة بما أضمروه من تفريق كلمة رسول الله.
وقيل : شكا بسبب ما راسلهم فيه أبو عامر. وفيه قول النابغة :
٤٨٥ ـ حلفت فلم أترك لنفسك ريبة |
|
وليس وراء الله للمرء مذهب |
٤٨٦ ـ لئن كنت قد بلّغت عني خيانة |
|
لمبلغك الواشي أغشّ وأكذب (٣) |
(إِنَّ اللهَ اشْتَرى). (١١١)
هذا مجاز ؛ لأنه يشتري ما لا يملكه ، ولكنّ المعنى تحقيق العوض في النفوس (٤).
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ١٣٢ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٦٤ ؛ واللسان مادة : عرش ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٢٦٦. وقوله : [لما رأيت الأمر عرش هوية] مثل. أي : لما رأيت الأمر شديدا ركبت شمرا ، وشمّر : اسم ناقته. وفي المخطوطة : [تشمّرا] ، وهو تصحيف.
(٢) لم أجده.
(٣) البيتان في ديوان النابغة ص ٧٦ ؛ ولباب الآداب ٣٧٩ ؛ وديوان المعاني ١ / ٢١٧ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٤٦٧. والأول في طبقات فحول الشعراء ١ / ٦٠.
(٤) أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في المسجد (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ) فكبّر الناس في المسجد ، فأقبل رجل من الأنصار ثانيا طرفي ردائه على عاتقه فقال : يا رسول الله : أنزلت هذه الآية؟ قال : نعم ، فقال الأنصاري : بيع ربيح ، لا نقيل ولا نستقيل.